وكان صلى الله عليه وسلم إذا مر بقبور المسلمين سلَّم
عليهم، ودعا لَهم، فقال: «السَّلاَمُ
عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا
إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَلاَحِقُونَ، وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا
وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، نَسْأَلُ اللَّهُ لَنَا وَلَكُمْ الْعَافِيَةَ، اللَّهُمَّ
لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ وَلاَ تَفْتِنَّا بَعْدَهُمْ وَاغْفِرْ لَنَا،
وَلَهُمْ» ([1]).
هذه هي الزيارة الشرعية الَّتِي فيها نفع للزائر؛ بِحصول الأجر والتذكر والاعتبار،
ونفع للميت المزور بالسلام عليه، والدعاء له.
أما زيارة القبور من أجل التبرك بتربتها، والتمسح
بِجدرانها وسؤال الموتَى قضاء الحَاجات، وتفريج الكربات، وتقديم النذور لَهم،
والذبح لَهم، والطواف بقبورهم، والصلاة عندها أو إليها، فهذه زيارة بدعية شركية قد
حَّرمها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
قال الله تعالَى: ﴿وَأَنَّ ٱلۡمَسَٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ
أَحَدٗا﴾ [الجن: 18].
وقال تعالَى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ
وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ
أَتُنَبُِّٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ
سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾
[يونس: 18]. سَمَّى عملهم هذا شركًا نزَّه نفسه عنه؛ مع أنهم يزعمون أن هؤلاء
المَوتَى مُجرد شفعاء لَهم عند الله يسألونه بِحقهم وجاههم، وهذا ما عليه
القبوريون اليوم.
وقال صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ ألاَّ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» ([2]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (974).
الصفحة 1 / 91
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد