ومعنَى يتخذونَها مساجد: يصلون
عندها رجاء بركاتِها وقبول دعائهم بواسطتها.
وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ
تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَالَّذِينَ يَبْنُونَ الْمَسَاجِدَ
عَلَى الْقُبُورِ» ([1]).
وقال صلى الله عليه وسلم لبعض أزواجه لما ذكرن له ما
رأيناه بأرض الحَبشة من كنائس النصارى وما فيها من التصاوير: «أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ».
وهذا بعينه هو ما يفعله القبوريون اليوم:
يبنون المشاهد الشركية على القبور، ويسمونَها مساجد، ويُغْرون العامة والسُّذَّج
بزيارتِها، وصرف الذبائح والنذور لَها، واعتبروها موارد مالية يستغلونَها للكسب من
هؤلاء الطعام وأشباه الأنعام، وهذا شرك أكبر يبطل العقيدة، ويُخرج من الملة، ولا
حول ولا قوة إلاَّ بالله العلي العظيم.
والواجب على ولاة أمور المسلمين وعلى علمائهم إنكار هذا
الشرك القبيح، وإزالة هذه المساجد، بل المشاهد المبنية على القبور، وتَحكيم شرع
الله فِي هؤلاء الذين أضلوا الناس، وزينوا لَهم هذه الأعمال الشركية القبيحة.
فقد قال النَّبِي صلى الله عليه وسلم لابن عمه علي بن أبِي طالب رضي الله عنه: «لاَ تَدَعَنَّ صُورَةً فِي بَيْتٍ إلاَّ طَمَسْتَهَا، وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إلاَّ سَوَّيْتَهُ» ([2]). وهذا أمر لِجميع الأمة.
الصفحة 2 / 91
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد