والنبي صلى الله عليه وسلم لم يبن على قبره، وإنما دُفن
في بيته صلى الله عليه وسلم خوفًا من أن يتخذ مسجدًا لو دفن بارزًا مع أصحابه؛ كما
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «لما
نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني: نزل به الموت - جعل يطرح خميصة له على
وجهه، فإذا اغتم بها؛ كشفها، فقال وهو كذلك: «لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِ
وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ». يحذر ما
صنعوا، ولولا ذلك لأبرز قبره؛ غير أنه خشي أن يُتخَذ مسجدًا». رواه الشيخان ([1]).
وبه يُعلَم أنه لم يبن على قبر النبي صلى الله عليه وسلم
قصدًا، وإنما دفن في بيته؛ حفاظًا عليه من الغلو فيه، وافتتان العوام به، والله
أعلم.
س33: يرى البعض من الناس أن لقبر النبي صلى الله عليه
وسلم مزية خاصة على غيره، تبرر الطواف به، والدعاء والصلاة إليه، إلى أي حد يصح
هذا القول؟ وهل لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم أدب خاص؟
* قبر النبي صلى الله عليه وسلم تشرع
زيارته لمن زار مسجده صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز السفر لقصد زيارة قبره صلى
الله عليه وسلم وإنما يشرع السفر من أجل زيارة مسجده الشريف والصلاة فيه؛ لقوله
صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُشَدُّ
الرِّحَالُ إلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ المَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي
هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الأَْقْصَى» ([2]).
وفي رواية: «لاَ تَشُدُّوا» ([3])؛
بالنهي.
فلا يجوز السفر لزيارة القبور؛ لا قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولا قبر غيره من الأنبياء والصالحين، ولا يجوز السفر من أجل الصلاة في مسجد غير
([1]) أخرجه: البخاري رقم (435)، ومسلم رقم (531).
الصفحة 1 / 91
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد