وسيرته بعد النبوة وقبلها، وأبيات شعر في مدحه صلى الله
عليه وسلم، وكذلك نقوم بذبح ذبيحة، ونعمل وجبة ندعو لها جيراننا وأقرباءنا متوخين
من كل هذا أن يستمع المدعوون إلى السيرة النبوية، وخصال النبي الكريم، وفضائله،
ومعجزاته؛ ليزداد إيمانهم بالواحد الأحد، وكذلك نرجو الأجر والثواب من جراء
إطعامنا لهؤلاء الناس؛ الذين من بينهم الفقير واليتيم وغيرهم، فهل هذا العمل صحيح
أم لا؟ علمًا أن هذا الشخص الذي يقرأ المولد يتقاضى أجرًا نقديًّا منا، هل يجوز
ذلك أم لا؟
* أولاً: عمل المولد النبوي بدعة لم
يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن الخلفاء الراشدين وصحابته الكرام، ولا عن
القرون المفضلة أنهم كانوا يقيمون هذا المولد، وهم أكثر الناس محبة لرسول الله صلى
الله عليه وسلم وأحرص الأمة على فعل الخير؛ ولكنهم كانوا لا يفعلون شيئًا من
الطاعات إلاَّ ما شرعه الله ورسوله عملاً بقوله: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا
نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ﴾
[الحشر: 7]. فلمَّا لم يفعلوا إقامة هذا المولد علم أن ذلك بدعة.
وإنما حدثت إقامة المولد والاحتفال به بعد مُضِيِّ
القرون المفضلة، وبعد القرن السادس من الهجرة، وهو من تقليد النصارى؛ لأن النصارى
يحتفلون بمولد المسيح عليه السلام، فقلدهم جَهَلة المسلمين، ويقال: إن أول من أحدث
ذلك الفاطميون يريدون من ذلك إفساد دين المسلمين واستبداله بالبدع والخرافات.
الحاصل: أن إقامة المولد النبوي من البدع المحرمة التي لم يرد بها دليل من كتاب الله، ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَشَرَّ الأُْمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1]).
الصفحة 1 / 91
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد