والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ
أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1]).
وفي رواية: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([2]).
فهذا من الإحداث في الدين ما ليس منه؛ فهو بدعة وضلالة.
وأما قراءة السيرة النبوية للاستفادة منها فهذا يمكن في
جميع أيام السنة كلها، لا بأس أن نقرأ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن نقررها
في مدارسنا ونتدارسها، وأن نحفظها لقوله تعالي: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ
حَسَنَةٞ﴾ [الأحزاب: 21]. ولكن ليس في
يوم المولد خاصة؛ وإنما نقرؤها في أي يوم من أيام السنة كلها حسب ما يتيسر لنا،
ولا نتقيد بيوم معين.
وكذلك إطعام المساكين والأيتام، فالإطعام أصله مشروع،
ولكن تقييده بهذا اليوم بدعة؛ فنحن نطعم المساكين، ونتصدق على المحتاجين في أي
شيء، وفي أي فرصة سنحت، وأما الذي يقرأ المولد ويأخذ أجرة، فأخذه للأجرة محرم؛ لأن
عمله الذي قام به محرم، فأخذه الأجرة عليه محرم، أَضِفْ إلى ذلك أن هذه القصائد،
وهذه المدائح لا تخلو من الشرك، ومن أمور محرمة مثل قول صاحب البردة:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به
**** سواك عند حلول الحادث العَمِمِ
إن لم تكن في معادي آخذًا بيدي ****
فضلاً فقل يا زلةَ القدَمِ
فإن من جودك الدنيا وضرَّتَها **** ومن
علومك علم اللوح والقلمِ
وأشباه هذه القصيدة الشركية مما يُقرأ في الموالد.
الصفحة 2 / 91
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد