س41: يعلل بعض الناس طوافهم بالقبر، أو المزار، أو الشجر
ونَحوه بأنه لمجرَّد التقرُّب بذلك العمل لله سبحانه لِخصائص معيَّنة فِي صاحب ذلك
القبر، أو المزار أو تلك الشجرة؛ فعملهم لله، وليس لذلك الشيء؛ فما حكم ذلك؟
* قول بعض الناس: إن طوافهم
بالقبر، أو المزار، أو الشجر ونحوه؛ إنه لمجرد التقرب إلى الله بذلك العمل؛ لأن
صاحب القبر له خصائص وفضائل، ونحن نسأل الله به، وعملنا لله، وليس لذلك المخلوق؛
هذا القول هو بعينه قول المشركين الأولين.
كما حكي الله ذلك عنهم بقوله سبحانه: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن
دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ
شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾
إلى قوله: ﴿سُبۡحَٰنَهُۥ
وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾
[يونس: 18]. فسمى عَمَلَهم هذا شركًا وعبادة لغير الله، مع أنهم يقولون: نحن لا
نعبد هؤلاء، وإنما نتخذهم وسائط بيننا وبين الله في قضاء حوائجنا.
وقال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا
نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ إِنَّ ٱللَّهَ
يَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ فِي مَا هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي
مَنۡ هُوَ كَٰذِبٞ كَفَّارٞ﴾
[الزمر: 3]، سماهم كَذَبة، وحكم عليهم بالكفر، مع أنهم يقولون: نحن لا نعبد هؤلاء
المخلوقين، وإنما نريد منهم أن يقربونا إلى الله؛ بأن يتوسَّطوا لنا عنده، ويشفعوا
لنا لديه.
وهذه هي مقالة القبوريين اليوم تَمامًا، وقد حكم عليهم
الله بالكفر والكذب والشرك، ونَزَّهَ نفسه عن فعلهم وعملهم، مع ما فِي فعلهم هذا
من الابتداع فِي الدِّين، وذلك لأن الله لمَ يشرع ولا رسوله الطواف بشيء، أو زيارة
شيء من الأمكنة من أجل العبادة فيها، أو الطَّواف بها غير الكعبة المشرَّفة
والمساجد الثلاثة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد