س10:
يوجد في بلدنا جبل، وفي هذا الجبل كهف صغير، ويعتقد بعض الناس أنه الكهف المذكور
في القرآن، ولذلك تراهم دائمًا مجتمعين عنده، ويقربون عنده القرابين، ويذبحون
عنده، ويضعون فيه العشرات من الأكفان، وهذا الاعتقاد موجود منذ أكثر من مائتي سنة؛
فما هي نصيحتكم لهؤلاء الناس؟ وما هي قصة الكهف الحقيقي؟ وأين هو؟ وفي أي زمان
كانت قصة أصحاب الكهف؟
* الكهف الذي ذكر الله في القرآن قصة
أصحابه لم يبين الله سبحانه وتعالى في أي زمان هو ولا في أي مكان هو؛ لأنه ليس لنا
مصلحة في ذلك، وإنما العبرة فيما حصل لهم من النوم الطويل على حالتهم التي ذكرها
الله، ثم إن الله سبحانه وتعالى بعثهم ليكون بذلك عبرة للعباد، ويستدلوا بذلك على
البعث من القبور؛ لأن الذي أنام هؤلاء الفتية زمنا طويلاً، ثم بعثهم بعد مدة مع
بقاء أجسادهم وشعورهم لم يضع منها شيء؛ هذا دليل على قدرة الله سبحانه وتعالى على
أنه يبعث من في القبور.
هذا موطن العبرة من هذه القصة، أما معرفة مكان الكهف، أو
زمان حصول هذه القصة؛ فهذا ما لم يبينه الله جل وعلا؛ لأنه لا حاجة لنا بذلك.
وهذا الكهف الذي تذكر لا دليل على أنه الكهف المذكور في
القرآن، والكهوف كثيرة في الأرض؛ فما الذي يميز هذا عن غيره من الكهوف، ويجعله هو
الكهف المَعْنِيَّ في القرآن؟!
وحتى لو ثبت أن هذا هو الكهف المذكور في القرآن؛ فإنه لا يجوز لنا أن نعمل حوله شيئًا من العبادات والطاعات؛ لأن العبادات توقيفية، لا يجوز الإقدام على شيء منها في زمان، أو مكان، أو نوعية العبادة إلاَّ بتوقيف وأمر من الشارع.
الصفحة 1 / 91
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد