أما من أحدث شيئًا لم يأمر به الشارع من العبادات، أو
مكانها، أو زمانها، أو صفتها؛ فهي بدعة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ
وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَشَرَّ الأُْمُورِ
مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ» ([1])،
ويقول عليه الصلاة والسلام: «عَلَيْكُمْ
بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي،
تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ
وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ
ضَلاَلَةٌ» ([2])،
ويقول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ
فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ» ([3])،
وفي رواية: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ
عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([4]).
بل إن هذه الأعمال التي ذَكَرْتَها تتجاوز البدعة إلى
الشرك؛ لأن التقرب إلى الأمكنة، أو التقرب إلى الأموات، أو التقرب إلى أي مخلوق
بنوع من العبادة يعتبر شركًا أكبر مخرجًا من الملة.
فالواجب عليكم أن تنصحوا، وتبينوا لهم عقيدة التوحيد، وأن المؤمن يجب عليه إخلاص العقيدة، وإخلاص التوحيد، وإخلاص العبادة لله عز وجل، كما يجب عليه أن يتجنب البدع والمحدثات، ولا يعتمد على حكايات العوام وأخبار العوام، ولا يقتدي بأفعال العوام والجهال، ولا العلماء المضللين؛ وإنما يعتمد على ما ثبت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (867).
الصفحة 2 / 91
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد