جسم
الأول ويفنى ولا يبقى له بقية، أما ما دام الجسم الأول له بقية وله رفات؛ فإنه لا
يجوز أن يدفن معه ميت آخر؛ لأن الأول سبق إلى هذا وصار مختصًّا به.
وكذلك لا يجوز أن يدفن في الأرض المملوكة لأشخاص، أو
الموقوفة لأموات أسرة معينة أن يدفن معهم غيرهم، وإذا كان القتلى كثيرون؛ وليس
هناك من يستطيع دفن كل ميت على حدة؛ فعند الحاجة لا بأس أن يدفن في القبر الواحد
أكثر من ميت؛ لفعل النبي صلى الله عليه وسلم في شهداء أحد.
س26: آبائي وأجدادي كانوا يقيمون الفرائض الدينية، ولنا
مقبرة خاصة كانوا قد دفنوا فيها، ودفن معهم من أبناء منطقتنا وأبناء العشائر
الأخرى، وشيدت لبعض المتمسكين منهم بالدين كثيرًا بعض القبور المتميزة؛ فهل يجوز
لنا أن نسكن بالقرب منهم على المقبرة، وإن كان بعض منا قد سكن منذ مدة؛ فماذا
نفعل؟
* إن كان القصد أنه بني على بعض هذه
القبور قباب وبني عليها بنايات تعظيمًا لها؛ فهذا لا يجوز؛ وقد لعن النبي صلى الله
عليه وسلم الذين يتخذون القبور مساجد ([1])،
ونهى عن البناء على القبور.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأبي الهياج: «أَلاَ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لاَ تَدَعَنَّ قَبْرًا مُشْرِفًا إلاَّ سَوَّيْتَهُ، وَلاَ صُورَةً فِي بَيْتٍ إلاَّ طَمَسْتَهَا» ([2]).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد