* لقد حذر
النبي صلى الله عليه وسلم من بناء المساجد على القبور واتخاذها معابد قال صلى الله
عليه وسلم: «اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى
قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ» ([1]).
وقال صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ إِنَّ
مَنْ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ،
وَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» ([2]).
وغير ذلك من الأحاديث الواردة في منع هذا العمل القبيح
الذي يئول بالقبور إلى أن تكون أوثانًا تُعبَد من دون الله، وتُذبَح لها القرابين،
وتُقَرَّب لها النذور؛ كما ذكر السائل، فإن هذا من أفعال الجاهلية، ومن فعل اليهود
والنصارى مع أنبيائهم والصالحين منهم، وهذا هو الذي أوقع الشرك في قوم نوح عليه
السلام لما غَلَوا في الصالحين والأموات، وعَبَدوهم من دون الله، فنسأل الله
العافية والسلامة.
وقد وقع ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأمة،
فاتخذت القبور مساجد في كثير من الأمصار، وبنيت عليها القباب، وصرفت لها كثير من
أنواع العبادات وطُلِبت منها الحوائج من دون الله عز وجل.
فلا حول ولا قوة إلاَّ بالله العلي العظيم!
أما ما سأل عنه من أنه: هل يخرج القبر من المسجد أو لا؟
* فالواجب على المسلمين أن ينظروا في هذا الأمر: فإن كان القبر سابقًا على المسجد، وبني المسجد عليه بعد ذلك؛ فالواجب هدم المسجد وإبقاء القبر على ما هو عليه؛ لأن الأحقِّية للقبر، والمسجد هذا مسجد أُسِّس على الشرك وعلى معصية الله ورسوله، ويجب هدمه.
([1]) أخرجه: مالك في «الموطأ» رقم (85).
الصفحة 2 / 91
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد