مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ
رَدٌّ» ([1]).
والرسول صلى الله عليه وسلم لم يشرع لأمته إحياء الموالد
لا في مولده صلى الله عليه وسلم، ولا في مولد غيره، لم يكن الصحابة يعملون هذه
الموالد، ولا التابعون لهم بإحسان، ولم يكن في القرون المفضلة شيء من هذا، وإنما
حدث هذا على أيدي الفاطميين الذين جلبوا هذه البدع والخرافات ودسوها على المسلمين،
وتابعهم على ذلك بعض الملوك عن جهل وتقليد حتى فشت في الناس وكثرت، وظن الجهال
أنها من الدين وأنها عبادة، وهي في الحقيقة بدعة مضللة، وتُؤثم أصحابها إثمًا
كبيرًا، هذا إذا كانت مقتصرة على الاحتفال والذكر كما يقولون، أما إذا اشتملت على
شيء من الشرك ونداء الرسول صلى الله عليه وسلم والاستغاثة به، كما هو الواقع في
كثير منها؛ فإنها تتجاوز كونَها بدعة إلى كونِها تجر إلى الشرك الأكبر -والعياذ
بالله-، وكذلك ما يخالطها من فعل المحرمات كالرقص والغناء، وقد يكون فيها شيء من
الآلات المطربة، وقد يكون فيها اختلاط بين الرجال والنساء... إلى غير ذلك من
المفاسد، فهي بدعة ومحفوفة بمفاسد ومنكرات.
وهذا الذي يريده أعداء الدين؛ يريدون أن يفسدوا على
المسلمين دينهم بهذه البدع، وما يصاحبها من هذه المنكرات، حتى ينشغلوا بها عن
السنة وعن الواجبات.
فهذه الموالد لا أصل لها في دين الإسلام، وهي محدثة وضلالة؛ وهي مَباءة أيضًا لأعمال شركية، وأعمال محرمة كما هو الواقع.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2697)، ومسلم رقم (1718).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد