وأما محبة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فمحبته عليه
الصلاة والسلام فرض على كل مسلم أن يحبه أحبَّ مما يحب نفسه، وأحبَّ من ولده
ووالديه والناس أجمعين عليه الصلاة والسلام.
ولكن ليس دليل محبته إحداث الموالد والبدع التي نهى عنها
عليه الصلاة والسلام؛ بل دليل محبته اتباعه عليه الصلاة والسلام، والعمل بما جاء
به؛ كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي
يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ﴾
[آل عمران: 31].
فدليل المحبة: هو
الاتباع والاقتداء، وتطبيق سنته عليه الصلاة والسلام، وترك ما نهى عنه وحذر منه.
وقد حذر من البدع والخرافات، وحذر من الشرك، وحذر من
وسائل الشرك فالذي يعمل هذه الأشياء لا يكون محبًّا للرسول صلى الله عليه وسلم،
ولو ادعى ذلك؛ لأنه لو كان محبًّا له لتبعه؛ فهذه مخالفات وليست اتباعًا للرسول
صلى الله عليه وسلم، والمحب يطيع محبوبه ويتبع محبوبه ولا يخالفه.
فمحبته صلى الله عليه وسلم تقتضي من الناس أن يتبعوه،
وأن يقدموا سنته على كل شيء، وأن يعملوا بسنته، وأن يُنهى عن كل ما نَهى عنه صلى
الله عليه وسلم، هذه هي المحبة الصحيحة، وهذا هو دليلها.
أما الذي يدعي محبته عليه الصلاة والسلام، ويخالف أمره؛
فيعصي ما أمر به، ويفعل ما نهى عنه، ويحدِث البدع من الموالد وغيرها، ويقول: هذه
محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ! هذا كاذب في دعواه ومضلل يريد أن يضلل الناس
والعوام بهذه الدعوة.
ومن حقه صلى الله عليه وسلم علينا بعد اتباعه: الصلاة
والسلام عليه؛ فهي مشروعة، وتجب في بعض الأحيان، وفي بعض الأحوال، لقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
وَمَلَٰٓئِكَتَهُۥ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّۚ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيۡهِ وَسَلِّمُواْ تَسۡلِيمًا﴾
[الأحزاب: 56].
الصفحة 3 / 91
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد