×
البدع وما يتصل بالأموات والقبور

فاتباع الجنائز وزيارة القبور من خصائص الرجال، أما النساء؛ فهي ممنوعة من ذلك؛ لأنهن ضعيفات، ولا يتحملن، ويُظهِرن من الجزع والسخط ما لا يجوز، ولأنهن يفتنَّ الأحياء ويؤذين الأموات.

الأمر الثالث: وضع الطعام على القبر، واعتقاد أن الميت يأكل منه، وهذا خَرافة من أمور الجاهلية وإضاعة للمال؛ فإنه لا يجوز عمل مثل هذا ووضع الطعام على القبر؛ لأن هذا فيه اعتقاد جاهلي، وفيه إضاعة للمال؛ بل فيه إهانة للميت أيضًا؛ لأن هذا الطعام سوف يجتمع عليه الحشرات والكلاب والحيوانات والمؤذيات؛ فهذا من السخرية، ومن الأمور المضحكة المبكية في الواقع؛ لأنه لا يجوز أن يصدر من المسلمين مثل هذا الذي يضحك منه العقلاء؛ فماذا يستفيد الميت من وضع الطعام على قبره؟! واعتقاد أنه يأكل منه؛ هذا اعتقاد باطل؛ لأن الميت قد انتهى من الدنيا، وانتهى من الأكل والشرب، وانتقل إلى الدار الآخرة، ولا يأكل، ولا يشرب كما يشرب الأحياء ويأكل الأحياء.

وإنما هو في قبره إما في روضة من رياض الجنة، وإما في حفرة من حفر النار، وماذا يستفيد من وضع الطعام على قبره؟! ولكن هذا من تلاعب الشيطان بالجهال والأغرار!!

الأمر الرابع: عمل وليمة بعد الأربعين بقصد العزاء، وهذا بدعة محرمة وإضاعة محرمة وإضاعة للمال، وفيه إقامة للمآتم التي تشتمل على المحرمات والسخط والجزع من قضاء الله وقدره، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الميت يتأذى بذلك؛ قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1291).