وكما لا يُتشبّه
بهم في الأعياد، فلا يُعان المسلم المتشبِّه بهم في ذلك، بل ينُهى عن ذلك.
****
ومجوس وعرب وعجم وأهل جاهلية، فالمسلمون يمتنعون
من مشاركتهم في أعيادهم حتى في أسمائها؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم منع من
ذلك، وقال: «قَدْ أَبْدَلَكُمْ الله بِهِمَا يَوْمَان: عِيد الْفِطْرِ، وَعِيد
الأَْضْحَى» ([1]). وسبق أنه لا يجوز
الجمع بين البدل والمبدل منه، فيجب أن يقتصر المسلمون على الأعياد الشرعية
الإسلامية.
وكما أنه لا يجوز لنا أن نتشبه بهم في أعيادهم، كذلك يجب أن يُنكر على المسلم الذي يتشبّه بهم في ذلك، ولا يُقر على هذا الشيء؛ لأنَّ في نقل بدعهم إلينا مفسدة عظيمة حيث يختلط الحق بالباطل وينتقل إلينا دينهم، ويكثر الشرّ في دين المسلمين، بل ربما يجعلُ هذا بعض المسلمين يزهدون في الأعياد الشّرعية: عيد الفطر والأضحى، فإنَّ المرء إذا أَعطى نفسه ما تشتهي من الطعام والشراب، ثم رأى بعد ذلك طعامًا آخر، فإنه يميل إليه، وكذلك إذا اشتغل بالأعياد الكفرية، فإنه يزهد في الأعياد الشرعية، ومن اشتغل بالبدعة فإنه يزهد في السُّنَّة. وفي الأثر: «مَا أَحْدَثَ قَوْم بِدْعَةً إلاَّ نُزِعَ مِثْلُهَا مِنَ السُّنَّةِ» ([2]).
([1])أخرجه: أبو داود رقم (1134)، وأحمد رقم (13622)، والحاكم رقم (1091).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد