وقد اختلف
الأصحاب وسائر العُلماء فيه، قال أبو بكر الأثرم: سمعت أبا عبد الله يُسأل عن صيام
يوم السبت يتفرد به؟ فقال: أما صيام يوم السبت ينفرد به، فقد جاء في ذلك الحديث،
حديث الصّماء، يعني: حديث ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر، عن
أخته الصَّماء، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ
إلاَّ فِيمَا افْتُرِضَ عَلَيْكُمْ» ([1]).
قال أبو عبد
الله: فكان يحيى بن سعيد ينفيه وأبى أن يحدثني به، وقد كـان سمعه من ثـور فقال:
سمعته عن أبي عاصم.
قال الأثرم: وحجة
أبي عبـد الله في الرخصة في صوم يوم السبت أنَّ الأحاديث كلها مخالفة لحديث عبد
الله بن بسر، ومنها حديث أم سلمة رضي الله عنها حين سُئلت: «أَيِّ الأَْيَّامِ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ صِيَامًا لَهَا؟ فَقَالَتْ:
يَوْمُ السَّبْتِ وَالأَْحَدِ» ([2]).
ومنها حديث
جُوَيْرِيةَ: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لَهَا يَوْمَ
الجُمُعَةِ: «أَصُمْتِ أَمْسِ؟»، قَالَتْ: لاَ، قَالَ: «أَتُرِيدِينَ أَنْ
تَصُومِي غَدًا؟» فالغد هو يوم السبت ([3]).
****
جاءت أحاديث تعارض حديث عبد الله بن بسر الذي ينهى فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم السبت، وهي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يصوم يوم السبت والأحد، وهما عيدان لأهل الكتاب، ولما رأى
([1])أخرجه: أبو داود رقم (2421)، وابن ماجه رقم (1726)، وأحمد رقم (17686).
الصفحة 1 / 355