×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

قال أبو داود ([1]): حدثنا محمد بن بشار، حدثنا أبو بكر الحنفي، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن عمرو بن شعيب، عن ميمونة بنت كردم بن سفيان، عن أبيها نحـوه مختصَرًا شيء منه. قال: «هَلْ بِهَا وَثَنٌ، أَوْ عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِ الْجَاهِلِيَّةِ؟» قَالَ: لاَ، قُلْتُ: إِنَّ أُمِّي هَذِهِ عَلَيْهَا نَذْرٌ، وَمَشْيٌ أَفَأَقْضِيهِ عَنْهَا، - وَرُبَّمَا، قَالَ: ابْنُ بَشَّارٍ -، أَنَقْضِيهِ عَنْهَا، قَالَ: «نَعَمْ».

وقال ([2]): حدثنا مسدد: حدثنـا الحارث بن عبيد أبو قُـدَامة عبيد الله بن الأخنس، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أنَّ امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَضْرِبَ عَلَى رَأْسِكَ بِالدُّفِّ، قَالَ: ((أَوْفِي بِنَذْرِكِ» قَالَتْ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَذْبَحَ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا، مَكَانٌ كَانَ يَذْبَحُ فِيهِ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ، - قَالَ: ((لِصَنَمٍ» - قَالَتْ: لاَ، قَالَ: ((لِوَثَنٍ»، قَالَتْ: لاَ، قَالَ: ((أَوْفِي بِنَذْرِكِ».

فوجه الدلالة: أن هذا الناذر كان قد نذر أن يذبح نَعَمًا: إما إبلاً، وإما غنمًا وإما كانت قضيتين بمكان سماه، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم: «هَلْ كَانَ بِهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ؟» قَالَ: لاَ، قَالَ: «فَهَلْ كَانَ بِهَا عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِهِمْ؟»، قَالَ: لاَ، فَقَالَ: «أَوْفِ بِنَذْرِكَ»، ثُمَّ قَالَ: «لاَ وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ الله».

وهذا يدلُّ على أنَّ الذَّبح بمكان عيدهم ومحل أوثانهم، معصية لله من وجوه:


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (3315)، وأحمد رقم (16607).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (3312)، وأحمد رقم (23011)، وابن حبان رقم (4386).