×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

    وقد تبلغ إلى الكراهة، كما في تأخير المغرب والفطور.

****

والحاصل: أنَّ لبس النعال في الصلاة ليس واجبًا وإنما هو سنّة تُفعل إذا لم يلزم محذور.

قوله: «والسجود» يعني والله أعلم: هيئة السجود؛ لأن السُّجود عبادة أمرَ الله بها جميع الخلق، لكن لا نسجد على الصفة التي كان يسجدها اليهود، أمرهم الله أن يدخلوا الباب سجدًا على جباههم فدخلوا يزحفون على أستاههم.

قوله: «وقد تبلغ إلى الكراهة» يعني: قد يصل حكم التشبه بهم في هذه الأمور حد الكراهة، كما في تأخير المغرب والفطور والصيام، فإنَّ المبتدعة يؤخرون المغرب حتى تشتبك النجوم، والمشروع المبادرة بها بعد غروب الشمس، أي: في أول الوقت، وكذلك الفطور في الصيام فإنَّ بعض المبتدعة يؤخرون الإفطار إلى أن تشتبك النجوم، وهذا الفعل بدعة شنيعة، ولهذا حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على التبكير بالإفطار حين تغرُب الشمس، قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ أَقْبَلَ مِنْ هَا هُنَا، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ» ([1])، وفي الحديث أنَّ الله جل وعلا يقول: «أَحَبُّ عِبَادِي إِلَيَّ أَعْجَلُهُمْ فِطْرًا» ([2]). وكان صلى الله عليه وسلم يبادر بالإفطار إذا غربت الشمس، ويفطر على ما يجد من رطب أو تمر أو ماء، ثم يخرج ويصلِّي المغرب، فيقدم الإفطار على صلاة المغرب مبادرة منه، هذه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1941)، ومسلم رقم (1101).

([2])أخرجه: الترمذي رقم (700)، وأحمد رقم (7241)، وأبو يعلى رقم (5974).