فصل
العيد: اسم جنس
يدخل فيه كل يوم أو مكان لهم فيه اجتماع، وكلُّ عمل يحدثونه في هذه الأمكنة والأزمنة.
****
بعد أن بيَّن الشيخ
رحمه الله فيما مضى التحذير من مشابهة الكفار في أعيادهم، وأنَّ النبي صلى الله
عليه وسلم قصرنا على عيدين شرعيين يختصّان بالمسلمين: عيد الفطر وعيد الأضحى،
وجعلهما بديلاً عن أعياد الكفار، سواء كانوا كتابيين أو غير كتابيين، وأنه لا يُجمع
بين البدل والمبدل منه، فإنه أراد بعد الذي ذكر أن يبيّن ما هو العيد؟ سواء كان من
أعياد المسلمين أو من أعياد غيرهم.
قوله: «العيد: اسم
جنس يدخل فيه...». العيد: يشمل كل ما يتكرر في السنة أو الشهر أو الأسبوع من زمان أو مكان،
فالعيد إما أن يكون زمانيًّا: كعيد الفطر والأضحى للمسلمين، أو عيد مكاني: وهو
الذي يقع في الأمكنة المخصَّصة لاجتماع المسلمين فيها للعبادة، كالمسجد الحرام والمسجد
النبوي والمسجد الأقصى، وبقية المساجد، والكفار كذلك لهم أعياد زمانية وأعياد
مكانية، فالمسلمون يقتصرون على ما شرعه الله لنا من الأعياد الزمانية والأعياد
المكانية، ولا يدخلون على دينهم شيئًا من أعياد الكفار، لا الزمانية ولا المكانية.
قوله: «وكل عمل يحدثونه في هذه الأمكنة والأزمنة» أي: كل ما يحدثه الكفار في أعيادهم المكانية والزمانية. فنحن نخالفهم ولا نأخذها عنهم، ولا يُعتدُّ بقول من قال: نحن نخالفهم في الزمان
الصفحة 1 / 355