الوجـه الرابع من
السُّنّة: ما خرَّجـاه في ((الصحيحين)) ([1]) عن
عائشة رضي الله عنها قالت: دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو بَكْرٍ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ
مِنْ جَوَارِي الأَْنْصَارِ، تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتْ بِهِ الأَْنْصَارُ،
يَوْمَ بُعَاثَ، قَالَتْ: وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ
رضي الله عنه: أَبِمَزْمُورِ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه
وسلم ؟ وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَهَذَا عِيدُنَا».
وفي رواية ([2]):
«يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَإِنَّ عِيدَنَا هَذَا
اليَوْمُ».
وفي ((الصحيحين))
([3])
أيضًا أنه قال: «دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ، فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ» وتلك
الأيام أيام مِنى.
فالدلالة من
وجوه:
أحدها: قوله:
«إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَهَذَا عِيدُنَا» فإنَّ هذا يوجب اختصاص كل قومٍ
بعيدهم، كما أنَّ الله سبحانه وتعالى لـمّا قال: ﴿وَلِكُلّٖ وِجۡهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَاۖ﴾ وقال: ﴿لِكُلّٖ مِنكُمۡ شِرۡعَةٗ وَمِنۡهَاجٗاۚ﴾أوجب ذلك اختصاص كل قوم بوجهتهم وبشِرْعتهم.
وذلك أنَّ اللام
تورث الاختصاص، فإذا كان لليهود عيد، وللنصارى عيد، كانوا مختصين به، فلا نَشْرَكهم
فيه، كما لا نشركهم في قبلتهم وفي شرعتهم.
وكذلك أيضًا على هذا لا ندعهم يشركوننا في عيدنا.
([1])أخرجه: البخاري رقم (952)، ومسلم رقم (892).