فمن صنع دعوة
مخالفة للعادة في أعيادهم لم تجب إجابة دعوته.
ومن أهدى
للمسلمين هدية في هذه الأعياد مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم
تُقبل هديته.
خصوصًا إن كانت
الهدية مما يُستعان بها على التَّشبُّه بهم، في مثل إهداء الشَّمع ونحوه في
الميلاد.
****
يعني: إذا صنع المسلم وليمةً في أعياد
الكفار ودعا إليها، فإنه لا يَجوز أن تُجاب دعوته؛ لأنها دعوة لمحرَّم، مع أنَّ
الأصل أنَّ إجابة دعوة المسلم واجبة، لكن إذا كان في إجابته إعانة له على المنكر
فإنها لا تجوز إجابته.
من عادات أهل
الأعياد الباطلة أنهم يتهادون بمناسبتها الهدايا من زهور وأطعمه، ومن المعلوم أنَّ
التهادي مطلوب شرعًا، قال صلى الله عليه وسلم: «تَهَادُوا تَحَابُّوا» ([1]) وقال: «إِنَّ
الْهَدِيَّةَ تَسُلُّ السَّخِيمَةَ، وَتُورِثُ الْمَوَدَّةَ» ([2]) ولكن إذا خُصِّصَت
بيوم معيَّن يعظمه المبتدعة أو اليهود أو النصارى أو سائر الملل الكافرة، فإنَّ
قبولها يكون محرَّمًا؛ لأنه إعانة على إحياء البدعة وتشجيع عليها ورضى بها.
يكون الأمر أشد منعًا وتحريمًا إذا كانت الهدية تستعمل في وقت ِأعيادهم، مثل إهداء الشمع من أجل أن يوقد في البيت أو في مكانه في وقت عيدهم أو بعده، فإنَّ هذه الهدية لا يجوز قبولها لأنها شعار لأعيادهم.
الصفحة 1 / 355