وأما الاعتبار في
مسـألة العيد فمن وجوه:
أحدها: أنَّ
الأعياد من جملة الشرع، والمنهاج والمناسك التي قال الله سبحانه: ﴿لِّكُلِّ أُمَّةٖ جَعَلۡنَا مَنسَكًا هُمۡ نَاسِكُوهُۖ﴾ [الحج:
67]. كالقبلة والصلاة والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد، وبين مشاركتهم في
سائر المناهج.
فإنَّ الموافقة
في جميع العيد موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر.
بل الأعياد هي من
أخصِّ ما تتميَّز به الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر.
فالموافقة فيها
موافقة في أخصِّ شرائع الكفر وأظهر شعائره.
ولا ريب أنَّ
الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة وشروطه.
****
قوله: «وأما الاعتبار في مسألة العيد فمن وجوه...» رجع الشيخ رحمه الله إلى أصل الموضوع الذي يتكلم عنه، وهو منع التشبه بالكفار في أعيادهم وذلك من عدة طرق، وهي الكتاب والسنة والإجماع والاعتبار، وهذا هو الطريق الرابع منها وهو الاعتبار، وهذا موضوع قد أفاض فيه الشيخ رحمه الله ولا يزال الكلام فيه بعد أن استطرد في ذكر حكم التكلم باللغات الأجنبية، ثم عاد إلى الموضوع فقال: وأما الاعتبار؛ لأنه سبق أن قال: وتحرم مشابهة الكفار في أعيادهم في الكتاب والسنَّة والإجماع والاعتبار الصحيح، والاعتبار الصحيح يعني به: القياس العقلي، فالعقل يقتضي منع التشبه بالكفار عمومًا، المعاصرين منهم والجاهليين بجميع أصنافهم وأعيانهم.
الصفحة 1 / 355