قوله: «كالقبلة
والصلاة والصيام...» يعني: لا فرق بين أن نشارك الكفار في العيد أو نشاركهم
في المناهج والمناسك؛ لأن الأعياد من جملة الشرع، والله عز وجل يقول: ﴿لِّكُلِّ أُمَّةٖ جَعَلۡنَا مَنسَكًا هُمۡ نَاسِكُوهُۖ فَلَا يُنَٰزِعُنَّكَ فِي
ٱلۡأَمۡرِۚ﴾ [الحج: 67] ﴿وَلِكُلِّ
أُمَّةٖ جَعَلۡنَا مَنسَكٗا لِّيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ
ٱلۡأَنۡعَٰمِۗ﴾ [الحج: 34] أي: أنَّ لكل أهل ملَّة ودين وشريعة، منهاج وشرعة، وهذا معناه
اختصاص المسلمين بشريعتهم ومنهاجهم، وعدم الأخذ من الشرائع السماوية السابقة إلاَّ
ما أقرّه الشرع، أي: ما جاء شرعنا بموافقته من الشرائع السابقة، فلا نأخذ من
شرائعهم شيئًا، ومن ذلك الأعياد، فالأعياد منسك من المناسك ومنهج، فالمشركون
والكفار لهم أعيادهم والمسلمون لهم أعيادهم، فلا يأخذ المسلمون عيد الكفار أو
شيئًا منه، ويتركوا عيدهم الإسلامي أو شيئًا منه، بل يقتصرون على عيدهم الذي
أبدلهم الله به من عيد غيرهم، وهو خيٌر من أعياد الأمم من قبلهم، فالعقل يقتضي أنه
إذا جاء البديل، فلا يؤخذ بالمبدل.
قوله: «فإنَّ الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر...» يعني: من وافقهم في العيد وإحياء عيدهم، بما فيه من دينهم وعاداتهم وشركياتهم ووثنياتهم، فإنه يكفر؛ لأنه شابه الكفار مشابهة تامّةً، ومن تشبه بقوم فهو منهم، أما إذا كان التشبه في جـزئية من جزئيـات عيدهم، فإنه يأخذ شعبة من شعب الكفر.