فصل
وأما النَّيروز
والـمَهرجان ونحوهم مِن أعياد المشركين.
فمن لم يكره صوم
يوم السبت من الأصحاب وغيرهم قد لا يكره صوم ذلك اليوم، بل قد يستحبُّه لأجل
مخالفتهم، وكرهها أكثر الأصحاب، وقد قال أحمد في رواية عبد الله: حدثنا وكيع، عن
سفيان، عن رجل، عن أنس والحسن، أنهما كرها صوم يوم النيروز والمهرجان.
قال أبي: هو أبان
بن عيّاش، يعني: الرجل.
وقد اختلف
الأصحاب: هل يدل مثل ذلك على مَذْهَبه؟ على وجهين، وعلَّلوا ذلك بأنهما يومان
تعظمهما الكفار، فيكون تخصيصهما بالصوم دون غيرهما موافقة لهم في تعظيمهما، فكُره
كيوم السبت.
قال الإمام أبو
محمد المقدسي: وعلى قياس هذا كل عيد للكفار أو يوم يفردونه بالتعظيم.
***
النيروز والمهرجان: يومان من أعياد
الفرس، فهل المسلم يكون مفطرًا أو صائمًا في هذه الأيام؟ الجواب في الآتي.
[272] حاصل ما في الأمر: أنَّ النيروز والمهرجان يجري فيهما الخلاف الذي جرى في صيام يوم السبت، فمن نَظَرَ إلى أنَّ الصوم تعظيم قال: يُمنع صومهما؛ لأنَّ الفرس يعظمون هذين اليومين، ومن نظر إلى أنه مخالفة لهم لأنهم يأكلون ويشربون ويتوسعون فيه، فإنه يجوِّز صومَهما مخالفة لهم.
الصفحة 1 / 355