وأما الرطانة
وتسمية شهورهم بالأسماء الأعجمية:
فقال أبو محمد
الكرماني المسمّى بحرب: ((باب تسمية الشهور بالفارسية)) قلت لأحمد: فإنَّ للفرس
أيامًا وشهورًا يسمونها بأسماء لا تعرف؟ فكره ذلك أشدّ الكراهة وروي فيه عن مجاهد
أنه كره أن يقال: آذرماه وذي ماه، قلت: فإن كان اسم رجل أسمِّيه به؟ فكرهه.
قال: وسألت إسحاق
قلت: تاريخ الكتاب يكتب بالشهور الفارسيّة مثل: آذرماه، وذي ماه؟ قال: إن لم يكن
في تلك الأسامي اسم يكره فأرجو.
قال: وكان ابن
المبارك يكره إيزدن يَحلفُ به، وقال: لا آمن أن يكون أضيف إلى شيء يُعبد.
قال: وكذلك
الأسماء الفارسيّة، قال: وكذلك أسماء العرب، كل شيء مضاف، قال: سألت إسحاق مرّة
أخرى، فقلت: الرجل يتعلم شهور الرّوم والفرس؟ قال: كل اسم معروف في كلامهم فلا
بأس.
فما قاله أحمد من
كراهة هذه الأسماء له وجهان: أحدهما: إذا لم يُعرف معنى الاسم جـاز أن يكون معنى
محرمـًا، فلا ينطق المسلم بما لا يعرف معناه.
ولهذا كُرهت
الرُّقى العجميّة كالعبرانية أو السِّريانية أو غيرها، خوفًا أن يكون فيها معانٍ
لا تجوز.
وهذا المعنى هو الذي اعتبره إسحاق، ولكن إن عُلِم أنَّ المعنى مكروه فلا ريب في كراهته، وإن جُهِل معناه: فأحمدُ كرهه، وكلام
الصفحة 1 / 355