وتسميته اللهَ
على الذبيحة غير ذبحها لله، فإنَّه يُسمي على ما يقصد به اللَّحم، وأمّا القربان
فيُذبح لله سبحانه وتعالى.
ولهذا قال النبي
صلى الله عليه وسلم في قربانه: «اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ» بعد قوله: «بِاسْمِ
اللهِ وَاللهُ أَكْبَرُ» ([1]).
لقوله تعالى: ﴿إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ
ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الأنعام: 162].
****
لا فرق بين التلفظ
والقصد بالقلب فإن الحكم سواء، فإذا ذبحها لغير الله ونطق بذلك فهذا لا إشكال فيه؛
لأنه لغير الله ولأنه صرَّح بذلك، أما إذا لم يُصرّح وإنّما ذبحها وسكت، وهو في
قلبه ينوي أنها لغير الله، فالحكم واحد في هذا؛ لأن المدار على النيّة، سواء نطق
أم لم ينطق.
يعني: من يقرب إلى الله
الهَدي الذي يُهدى إلى البيت الحرام، لو أنه لم يتلفظ ويقُل: هذا هدي، فإنَّ
هَدْيه مقبول؛ لأن العبرة بالقصد، وكذلك الأضحية تكون أضحية إذا نواها ولو لم
يتلفظ.
المقصود: أنَّ ما يذبح
قربانًا يكون لله عز وجل حتى ولو لم يسم عليه، أما ما يذبح للَّحم لا للتقرّب
فالأصل أن يذكر اسم الله عليه.
الأصل: أنَّ النبي صلى
الله عليه وسلم لا يصرح بالنيّة في العبادات لكنه هنا صرَّح بها، لذلك قال
الفقهاء: إنه لا يُتلفظ بالنية إلاَّ في مثل هذا الموضع عند ذَبح الهدي والأضحية،
كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله: «لقوله تعالى: ﴿إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي﴾...» يعني: أنَّ قول النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ» مطابقًا للآية ﴿إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾.