×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

الثالث: ما تقدم من رواية أبي الشيخ الأصبهاني عن عطاء بن يسار - هكذا رأيته، ولعلَّه عطاء بن دينار - قال: قال عمر: إِيَّاكُمْ وَرَطَانَةِ الأَْعَاجِمِ، وَأَنْ تَدْخُلُوا عَلَى الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ عِيدِهِمْ فِي كَنَائِسِهِمْ.

روى البيهقي ([1]) بإسناد صحيح في باب كراهة الدخول على أهل الذمة في كنائسهم، والتشبه بهم يوم نيروزهم ومهرجانهم: عن سفيان الثوري، عن ثور بن يزيد، عن عطاء بن دينار قال: قال عمر رضي الله عنه: لاَ تَعَلَّمُوا رَطَانَةَ الأَْعَاجِمِ وَلاَ تَدْخُلُوا عَلَى الْمُشْرِكِينَ فِي كَنَائِسِهِمْ، فَإِنَّ السَّخْطَةَ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ.

وبالإسناد عن الثوري، عن عوف، عن الوليد - أو أبي الوليد - عن عبد الله بن عمرو قال: مَنْ بَنَى بِبِلاَدِ الأَْعَاجِمِ وَصَنَعَ نَيْرُوزَهُمْ وَمِهْرَجَانَهُمْ وَتَشَبَّهَ بِهِمْ حَتَّى يَمُوتَ وَهُوَ كَذَلِكَ حُشِرَ مَعَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ([2]).

****

  قوله: «الثالث» من وجوه الإجماع، قوله: «إِيَّاكُمْ وَرَطَانَةِ الأَْعَاجِمِ...» ومعنى رطانة الأعاجم، أي: التكلم بلغتهم، فالرَّطانة: هي اللغة غير العربية من سائر اللغات، فالمسلم العربي يعتز بعربيّته وبلغته، ولا يتكلم لغة غيرها؛ لأن اللغة شعار الأمة، ووعاء ثقافتها، ولا تُعرف الأمة إلاَّ بلغتها.


الشرح

([1])أخرجه: البيهقي رقم(19333)، وعبد الرزاق في «مصنفه» رقم (1609).

([2])أخرجه: البيهقي رقم (18863).