فلا يُفعل شيء من
ذلك، فإنَّ بعض النَّاس قد يمتنع من إحداث أشياءَ في أيام عيدهم، كيوم الخميس
والميلاد، ويقول لعياله: أنا أصنع لكم في هذا الأسبوع أو الشهر الآخر.
وإنما المحرِّك
له على إحداث ذلك وجود عيدهم، ولولا هو لم يقتضوا ذلك، فهذا من مقتضَيات المشابهة.
لكن يحال الأهل
على عيد الله ورسوله، ويقضي لهم فيه من الحقوق ما يقطع استشرافهم إلى غيره.
****
بعض الناس يتجنب الزمان والمكان الذي يخصصه
الكفار لأعيادهم، لكنه ينقل الأعمال التي يعملونها إلى زمان أو مكان آخر، ظانًّا
أنَّ هذا خاص بالزمان والمكان، وقد سبق القول أنَّ العيد يشمل الزمان والمكان وما
يُحدث فيهما من الأعمال، وسواء فُعل فيهما أو نُقل إلى غيرهما، فلا يجوز للمسلمين
أن يأخذوا شيئًا من أعمالهم، فيوقعونها في المكان والزمان المعهودين، ولا أن
ينقلوها إلى غيرهما، فإنَّ هذا يكون تشبهًا بهم.
يعني: أنَّ الذين ينقلون
ما يفعله الكفار في أعيادهم إلى زمان ومكان آخر إنَّما يعملون هذه الأعمال باسم
العيد، وهذا هو الباعث لهم على فعل ذلك، وسواء خصصت بزمانها أو مكانها، أو نُقلت
منه إلى غيره فإنَّ الحكم واحد؛ لأن الباعث على هذا العمل وجود أعيادهم ولولا ذلك
لما عمل هذا العمل.
[104] قوله: «يحال الأهل» من الأهل أولاده ونساؤه، إلى عيد المسلمين الذي شرعه الله ورسوله؛ لأنَّ الغالب أنَّ الأولاد والنساء