وأكثر ما يُفسد
الملك والدول طاعة النساء، وفي ((صحيح البخاري)) ([1]) عن
أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَنْ يُفْلِحَ
قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً».
****
قال عليه الصلاة والسلام: «مَا تَرَكْتُ
بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ» ([2]). وكلامه هذا صلى
الله عليه وسلم من باب التحذير، يعني: أنَّ الرجال ينبغي أن يكونوا رجالاً كما
سمّاهم الله، ولا يخضعوا لرغبات النساء، قريبات النظر، وينزلوا على رغبتهن.
إنَّ أكثر ما يفسد المُلك طاعة النساء، ولذلك تجد هذا واضحًا وجليًّا فيما قصَّه الله علينا ممّا حدث مع يوسف عليه السلام من كيدهن، وكيف أنَّ امرأة العزيز تعرَّضت له ثم ألصقت به التّهم، ثم إنَّ الله أظهر فضائله ونقاءه وطهره وعلمه حتى أُعجب به الملِك لذلك، فقال: ائتوني به، فلما جاءه الرسول ليخرجه من السجن أبى أن يخرج حتى تظهر براءته قال: ﴿ٱرۡجِعۡ إِلَىٰ رَبِّكَ فَسَۡٔلۡهُ﴾ [يوسف: 50] يعني: الملك ﴿مَا بَالُ ٱلنِّسۡوَةِ ٱلَّٰتِي قَطَّعۡنَ أَيۡدِيَهُنَّۚ إِنَّ رَبِّي بِكَيۡدِهِنَّ عَلِيمٞ﴾ فالملِك جَمعهن وسألهن: ﴿مَا خَطۡبُكُنَّ إِذۡ رَٰوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفۡسِهِۦۚ﴾ [يوسف: 51] وهنا لم تستطع النساء الكذب فقلن: ﴿حَٰشَ لِلَّهِ مَا عَلِمۡنَا عَلَيۡهِ مِن سُوٓءٖۚ﴾ [يوسف: 51] فبرأنه، ثم قالت امرأة العزيز وقد اعترفت بالكيد الذي فعلته: ﴿ٱلۡـَٰٔنَ حَصۡحَصَ ٱلۡحَقُّ أَنَا۠ رَٰوَدتُّهُۥ عَن نَّفۡسِهِۦ وَإِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ﴾ [يوسف: 51] يعني: ما رأت منه إلاَّ الطهر والعفاف والحشمة وحسن الخلق، وإنما
([1])أخرجه: البخاري رقم (5066)، ومسلم رقم (2740).
الصفحة 1 / 355