الوجه الخامس من
السنة: ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
«نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا
الكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ، ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمُ
الَّذِي فَرَضَ الله عَلَيْهِمْ، فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللَّهُ لَهُ،
فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ، الْيَهُودُ غَدًا، وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ»
متفق عليه ([1]).
وفي لفظ صحيح ([2]):
«بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ،
فَهَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللهُ لَهُ».
وعن أبي هريرة
وحذيفة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَضَلَّ اللهُ
عَنِ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ،
وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَْحَدِ، فَجَاءَ اللهُ بِنَا فَهَدَانَا لِيَوْمِ
الْجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ، وَالسَّبْتَ، وَالأَْحَدَ، وَكَذَلِكَ هُمْ
تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَحْنُ الآْخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا،
وَالأَْوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الْمَقْضِيُّ لَهُمْ» وفي رواية: «بَيْنَهُمْ
قَبْلَ الْخَلاَئِقِ» رواه مسلم ([3]).
وقد سمَّى النبي
صلى الله عليه وسلم الجمعة ((عيدًا)) في غير موضع، ونهى عن إفراده بالصوم لما فيه
من معنى العيد.
ثم إنه في هذا
الحديث ذكر أنَّ الجمعة لنا، كما أنَّ السبت لليهود، والأحد للنصارى، واللام تقتضي
الاختصاص.
ثم هذا الكلام يقتضي الاقتسام، إذا قيل: هذه ثلاثة أثواب أو ثلاثة غلمان، وهذا لي وهذا لزيد وهذا لعمرو، أوجب ذلك أن
([1])أخرجه: البخاري رقم (876)، ومسلم رقم (855).
الصفحة 1 / 355