وقد ألقي إلى
جماهير العامة أو جميعهم إلاَّ من شاء الله - وأعني بالعامة هنا كل من لم يعلم
حقيقة الإسلام - فإنَّ كثيرًا ممن ينتسب إلى فقه أو دِين قد شارك في ذلك.
أُلقي إليهم أنَّ
البخور المرقّى ينفع ببركته من العين والسِّحر والأدواء والهوام.
ويُصورون في
أوراق صور الحيات والعقارب، ويلصقونها في بيوتهم زعمًا أنَّ تلك الصور - الملعون
فاعلها، التي لا تدخل الملائكة بيتًا هي فيه - تمنع الهوام، وهو ضرب من طلاسم
الصابئة.
ثم كثير منهم -
على ما بلغني - يصلب باب البيت، ويخرج خلق عظيم في الخميس المتقدم على هذا الخميس
يبخرون المقابر، ويسمون هذا المتأخر الخميس الكبير. وهو عند الله الخميس المهين
الحقير هو ومن يعظمه.
فإنَّ كل ما عظم
بالباطل من مكان أو زمان، أو حجر أو شجر، أو بنية يجب قصد إهانته كما تُهان
الأوثان المعبودة. وإن كانت لولا عبادتها لكانت كسائر الأحجار.
****
قوله: «وقد ألقي إلى جماهير العامة...» يعني: استحسن فعل النصارى من المسلمين هذا الشيء وظنوه حسنًا، لا سيّما وأنه بخـور وطيب، فيقولون: هذا من الطيبات أو ما أشبه ذلك، وهو لا يراد به إلاَّ الباطل؛ أو وسيلة للباطل، وليس المقصود بالعامة الجهال فقط، وإنما كذلك بعض المتعلمين، وبعض العلماء الذين ليس عندهم انتباه لهذه الأمور، فالعلم يحتاج إلى علم، والفقه يحتاج إلى فقه.
الصفحة 1 / 355