قوله: «ألقي إليهم
أنَّ البخور المرقّى ينفع...» يعني: أنهم يلتمسون الشفاء والبركة بهذا البخور المقروء
عليه الرقية الشركية، وهذا موجود اليوم عند المشعوذين، حيث إنهم يعملون بخور
وشيئًا من الطيب، ويعملون رقى كفرية وشركية ويطلبون من المريض استعمالها، والمريض
بحكم ما هو فيه من الابتلاء يفرح بذلك ويصدق؛ لأنه يتعلق بما يظنه سببًا للشفاء
أيًّا كان.
فالواجب الحذر من
هؤلاء والبعد عن الذهاب إليهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ أَتَى
كَاهِنًا لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا» ([1])، وقال عليه الصلاة
والسلام: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا، أَوْ كَاهِنًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ،
فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ» ([2])، فالأمر خطير،
والنبي صلى الله عليه وسلم سدَّ كل أمرٍ يفضي إلى الباطل وإلى الشرك وإلى الكفر،
سدَّ الوسائل وحَمَى حِمَى التوحيد، وحمى الإسلام من أن يتسرب إليه شيء من أباطيل
الكفار والمشركين، ليبقى الإسلام غضًّا طريًّا كما أُنْزِل على محمد صلى الله عليه
وسلم.
قوله: «ويصورون في أوراق صور الحيات والعقارب ويلصقونها...» يعني: أنَّ هذه الأفعال من تصوير الحيّات والعقارب وإلصاقها على جدران البيوت والأبواب وزعمهم أنها تقي من شر الشّياطين، ومن شر الجن والـحيات والعقارب كل هذا باطل لا أصل له، وإنما هو من عند الشياطين.
([1])أخرجه: مسلم رقم (2230).