فمن اعتقد أنَّ هذه
الصور ترفع البلاء فقد أشرك بالله، وإنما هي من الطلاسم والعزائم الشركية الواجب
محاربتها وتطهير البيوت منها، ولا أستبعد أنَّ هذا الثعبان الذي يجعل على
الصيدليات في الشعار أن يدخل في هذا القبيل، فيجب التنبه لذلك والحذر، ولا أستبعد
أن من يمتهنون الرقية للتكسب في بلاد المسلمين يتخذون من هذه الأشياء.
قوله: «ثمّ كثير
منهم على ما بلغني يصلب باب البيت...» أي: يجعل عليه صليبًا، وهذه
الأعمال يقدمون بها للخميس الذي هو يوم العيد عندهم بخميس قبله يبخرون فيه هذه الأمكنة،
ويُهيؤونها للخميس الكبير بزعمهم، فيجب الحذر منهم، والحذر من هذه المظاهر الشركية
التي يقصد منها إحياء شعائر الكفار والمشركين واليهود والنصارى، وأن لا تظهر في
بلاد المسلمين، في حين أنَّ بعض المسلمين يقلدهم في ذلك وفي هذه الأيام.
قوله: «وهو عند الله
الخميس المهين الحقير...» ليس المراد بالخميس اليوم، فاليوم هو من أيام الله
سبحانه وتعالى لكن المراد بالخميس: الذي يعظمونه بهذه الكفريات والشركيات
والمنكرات، فالخميس عندهم هو الخميس المعنوي لا الخميس الحسي.
قوله: «فإنَّ كل ما عُظِّم بالباطل من مكان أو زمان...» يعني: كل ما عُظِّم بالباطل فهو باطل يجب إهانته، أما ما عُظِّم بالحق كالكعبة، والحجر الأسود، ومشاعر الحج، وأعياد الإسلام، فهذه مما عظّم الله، والله عز وجل يقول: ﴿وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ﴾ [الحج: 32]،