فإن لم يرضوا فلا
حول ولا قوة إلاَّ بالله.
ومن أغضب أهله
لله أرضاه الله وأرضاهم.
****
هم الذين يتطلّعون إلى المشابهة، بحكم ضعف
عُقولهم وضعف دِينهم، فالوالد يقول لهم: نعمل هذه الأمور في أعيادنا التي جعلها
الله لنا، عيد الفطر وعيد الأضحى، وفيها كفاية؛ لأن الله شرع لنا في أعيادنا الفرح
والسرور، والأكل والشرب وما تتمتّع به النفوس، وما تلذّ به العيون من الزينة، من
غير إسراف ولا مخيلة، وهذا يغني عن أعياد الكفار؛ لأنَّ الله أبدلنا بها خيرًا
منها.
قوله: «فإن لم يرضوا
فلا حول ولا قوة إلاَّ بالله» أي: فإن رضوا وامتنعوا من مشابهة الكفار فالحمد لله،
وهذا هو المطلوب، وإن لم يرضوا فلا يخضع لهم، بل يستعين بالله وبحوله وقوته على
منعهم من أعياد الكفار وما فيها.
من أغضب مخلوقًا لأجل رضى الله فإنَّ الله يرضى عنه ويرضيهم عنه، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنِ الْتَمَسَ رِضَى اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ رضي اللَّهُ عَنْهُ، وَأَرْضَى النَّاسَ عَنْهُ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ سَخَطَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ» ([1]) وكما ذكرت ذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حينما طلب منها معاوية رضي الله عنه أن تكتب له نصيحة، فكتبت له هذا الحديث، تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنِ التَمَسَ رِضَاءَ اللهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ، وَمَنِ التَمَسَ رِضَاءَ النَّاسِ بِسَخَطِ
الصفحة 1 / 355