اللهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ»، وَالسَّلاَمُ
عَلَيْكَ ([1]).
وليحذر العاقل من
طاعة النساء في ذلك، ففي ((الصحيحين» عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى
الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ» ([2]).
لقد حذَّر النبي صلى
الله عليه وسلم من فتنة النساء في أحاديث كثيرة، وذلك لأنَّ النساء قريبات النظر
يُعجبهنّ ما يقع عليـه نظرهنّ، أو ما يسمعن به من غير تأمّل للعواقب والنتائج،
فإنَّهن سريعات التأثر والافتتان بالدنيا ومظاهرها، ومن ذلك مسألة الأعياد، فإنَّ
النساء والأولاد قد يعجبون بما يصنعه الكفار من الأطعمة والحلوى والزينة والألعاب
وغير ذلك؛ لأن فيها متعة للنفوس، فهم يريدون أن يقلّدوهم ويشاركوهم في هذه الأمور
دون النظر إلى النتائج، ولكنّ الله جعل الرجال قوّامين على النساء بما فضَّل بعضهم
على بعض.
فالواجب على الرجل
الذي تحته نساء أو أطفال - وبحكم هذه القِوامة - أن يحسن رعايتهم، وأن يُجنبهم
مواطن أفعال السوء التي تضرّ بهم، ولو على المدى البعيد، فإنه راع ومسؤول عن
رعيته.
ويجب الاهتمام بالنساء أكثر في هذا الجانب وفي غيره؛ لأن الأطفال قد يكبرون ويزول سفههم، لكن النساء يبقى عندهنّ الافتِتان بما عند الآخرين من الزينة والمتاع، فلذلك حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من فتنة النساء:
([1])أخرجه: الترمذي رقم (2414)، وابن المبارك في «الزهد» رقم (199).
الصفحة 2 / 355