×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

ومن ذلك: ما يفعله كثير من النّاس في أثناء الشِّتاء، في أثناء كانون الأول لأربع وعشرين خلت منه، ويزعمون أنه ميلاد عيسى عليه السلام.

فجميع ما يُحدَث فيه هو من المنكرات، مثل إيقاد النيران وإحداث طعام واصطناع شمع وغير ذلك.

****

 أعياد الكفار، أو كان فيه وثن أو صنم يُعبد، لما أجاز له النبي صلى الله عليه وسلم الوفاء بنذره، وإن كان المسلم لا يقصد ذلك، ولكن لئلا يتشبه بالكفار.

هذا ذكرٌ لمجموعة أشياء يفعلها الناس وفيها مشابهة للنصارى الذين نُهينا عن التشبه بهم، فمن ذلك: تعظيم النصارى لليوم الذي يزعمون أنه وُلد فيه المسيح عليه السلام، فيعظِّمون هذا اليوم بأنواع من الأفعال التي يفعلونها، وكثير من المسلمين يتشبّه بهم فيما يفعلونه فيما يزعمون أنه يوم مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فيدخل في قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ([1]) وهذا اليوم من ابتداعهم، فهم ابتدعوا في دِينهم أشياء كثيرة وغيَّروا وبدَّلوا في دِينهم، والمسيح لم يأمرهم بالعيد يوم مولده، ولم يشرع لهم ذلك، وإنما هذا شيء استحسنوه من أنفسهم وابتدعوه في دينهم، فينبغي للمسلم أن يحذر من التشبه بهم في إحياء المولد.

أي: كل ما يحدث في هذا اليوم الذي يزعمون أنه يوم مولد المسيح، مثل إيقاد النيران على شكل غير مألوف، وإيقاد الشموع وهي السُّرُج، وغير ذلك مما يخصِّصون به هذا اليوم، فإنه من بدعهم،


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (4031)، وأحمد رقم (5114)، وسعيد بن منصور رقم (2370).