فإنَّ اتخاذ هذا
الميلاد عِيدًا هو في دين النَّصارى، وليس لذلك أصلٌ في دِين الإسلام.
ولم يكن لهذا
الميلاد ذكر أصلاً على عهد السّلف الماضين، بل أصله مأخوذ عن النصارى.
وانضمَّ إليه سبب
طبيعي، وهو كونه في الشتاء المناسب لإيقاد النيران، وأنواع مخصوصة من الأطعمة.
****
ولا يجوز للمسلمين أن يتشبهوا بهم في هذه
البدعة، لا لمولد المسيح ولا لمولد محمد صلى الله عليه وسلم ولا لموالد الأولياء
والصالحين.
أي: أنَّ اتخاذ هذا
اليوم - يوم مولد المسيح - عيدًا إنما هو من دين النصارى المحرَّف، وليس له في دين
الإسلام مستند، فلا يجوز مشابهتهم فيه، لا يقصد إحياء مولد المسيح أو مولد محمد صلى
الله عليه وسلم أو موالد الأولياء والصالحين.
فاحتفاء المسلمين
بهذا اليوم على أنه يوم مولد محمد صلى الله عليه وسلم تشبهًا بالنصارى في تعظيمهم
لمولد المسيح، هذا عمل مبتدع في الإسلام، كما أنه مبتدع في النصرانية، فليس في
دِين الله الذي أنزله على رُسله تعظيم أيام الموالد، لا مولد النبي صلى الله عليه
وسلم ولا مولد صالح من الصالحين أو عالم من العلماء، أو مولد أي إنسان، مثل ما
يسمونه بعيد الأم، أو عيد الشجرة وغير ذلك، كل هذا من المحدثات عند النَّصارى وعند
المسلمين، ومعلوم لدينا جميعًا أنه لا عيد في الإسلام إلاَّ ما شرعه الله من عيد
الفطر والأضحى.
يعني: أنَّ إيقاد النِّيران عند النصارى ناسب اليوم الذي خصصوه فيه، حيث إنه يأتي في يوم البرد عندهم، فيوقـدون النـيران
الصفحة 2 / 355