×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

 وأما علي رضي الله عنه، فكره موافقتهم في اسم يوم العيد الذي ينفردون به، فكيف بموافقتهم بالعمل؟

وقد نصَّ أحمد على معنى ما جاء عن عمر وعلي رضي الله عنهما في ذلك، وذكر أصحابه مسألة العيد.

وقد تقدم قول القاضي أبي يعلى: مسألة في المنع من حضور أعيادهم.

****

قوله: «أوليس عمل بعض أعمال عيدهم أعظم من مجرد الدخول عليهم» أي: إذا كان عمر استنكر مجرد الدخول عليهم في الكنيسة - مع أنَّ الدخول في الكنيسة مباح في غير هذه المناسبة، أما في يوم عيدهم فلا يجوز؛ لأن في الدخول عليهم تشجيعًا لهم على عيدهم - فكيف إذا عمل عَملهم، وصنع الطعام، أو أكـل من طعامهم في مناسبة العيد، أو لبس لباسًا خاصًّا بهم، أو أهدى هدايا بمناسبة ذلك هذا اليوم؟ لا شك أنَّ الأمر أشدّ. وقد حدث الآن أنَّ الطلاب الذين يتخرجون من جامعاتهم يلبسون لباسًا خاصًّا بهم في يوم تخرجهم على أبدانهم وعلى رؤوسهم أشبه ما يكون بلباس الرهبان، فيجب منع ذلك والامتناع من لبسه.

قوله: «وإذا كان السَّخط ينزل عليهم يوم عيدهم...» يعني: من المحاذير المترتبة على مشاركة الكفار في أعيادهم ينزل عليهم الغضب بسبب ما يعملونه فيها من الكفريّات والشركيّات، وما يُسخط الله سبحانه وتعالى، فمن دخل عليهم أو جلس معهم، فإنه يناله من العقوبة التي تنزل بهم ما يناله من حيث لا يشعر.


الشرح