قوله: «واجتنبوا
أعداء الله في عيدهم...» يعني: لا تجلسوا معهم، ولا تدخلوا عليهم، فهذا نهي عن
مجرد اللقاء، فكيف بالعمل! لا شكَّ أنه أعظم.
فالحاصل: وجوب اجتنابهم في
كل شيء يفعلونه بمناسبة عيدهم.
قوله: «من بنى
ببلادهم وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبّه بهم...» ظاهر كلام عبد الله بن عمرو
أنَّ المسلم إذا فعل هذه الأشياء مجتمعة - يعني: ساكنهم وصنع ما يصنعون في أعيادهم
حتى يموت - فإنه يحشر معهم، أما إذا صنع بعض هذه الأشياء، فإنه يكون عاصيًا، وعليه
من الإثم بمقدار ما عمل، فظاهر كلام ابن عمرو أنَّ من فعل هذه الأشياء مجتمعـة
يكفر، أو أنه جعل ذلك من الكبائر الموجبة للنار... فظاهر لفظ عبد الله بن عمرو أنه
إذا فعل كل هذه الأمور التي ذكرها يكفر، وإن كان كلامه يحتمل أنَّ هذا من باب
الوعيد، يعني أنه لا يكفر، وإنما يكون قد فعل كبيرة، من كبائر الذنوب، فالخطر شديد
جدًّا على كل حال.
قوله: «إذ المباح لا
يُعاقب عليه...» بأن يستحق العقوبة ويحشر معهم، فهذا دليل على أنَّ هذا الأمر ليس مباحًا،
وإنما هو محرّم تحريمًا شديدًا.
قوله: «وليس الذم على بعض ذلك مشروطًا ببعض...» يعني: إذا ذُمَّ على مجموعة أمور، فإنه يُذم على بعضها بقدره؛ لأن الذَّم يشملها مجتمعة ومتفرقة.