قوله: «وإنما ذكر -
والله أعلم - من بنى ببلادهم؛ لأنهم على عهد عبد الله وغيره من الصحابة كانوا
ممنوعين...» يعني: كان الكفار في عهد عبد الله بن عمرو ممنوعين من أن يظهروا أعيادهم
في بلاد المسلمين، وإنما المقصود أنَّ المسلم إذا ذهب إلى بلاد الكفار فلا يشاركهم
في أعيادهم وأحكام ملتهم، ولا يجاملهم في هذا الأمر؛ لأن المطلوب أن يُظهر دِين
الإسلام، ولا يخضع لدين الكفار، وهذا يجب أن يُنبّه عليه أولئك الذين يذهبون إلى
بلاد الكفار اليوم، ويمكثون الزمن الطويل، أنه لا يجوز لهم مشاركة الكفار في شيء
من أمور دينهم وبدعهم.
قوله: «وأما علي
فكَرِهَ موافقتهم في اسم يوم العيد...» يعني: أنَّ عليًّا كره
تسمية الهدية باسم النيروز، والنيروز اسم من أسماء أعيادهم، فلا يجوز أن تسمّى
الأشياء بأسماء أعجمية، لا سيّما إذا كانت من دِينهم وفي أعيادهم، كالنيروز
والمهرجان.
قوله: «وقد نصّ أحمد على معنى ما جاء عن عمر وعلي...» يعني: نصَّ الإمام أحمد رحمه الله على مضمون ما جاء عن الصحابة من النهي عن التشبه بالكفار في عيدهم، أو مشاركتهم أو تشجيعهم على ذلك، وذكر أصحاب الإمام أحمد عن الإمام مسألة العيد، يعني: أنَّ المسلمين لا يحيونه ولا يهتمون بعيد الكفار.