((الحموية» يقول: زاد البلاء بعدما عُرِّبت الكتب
الروميّة على يَدِ المأمون، ويقول الإمام أحمد: لا أظن أنَّ الله ينسى المأمون،
وقد أدخل في الإسلام ما ليس منه.
قوله: «ويكون ذلك
أسهل على أهل الإسلام...» يعني: إذا اعتاد الناس العربية حصلت الفائدة، بأن ينشأ
شباب المسلمين على لغة القرآن، فيسهل عليهم فهم الكتاب والسنَّة؛ لأنها بلسان عربي
مبين، واللغة العربية - كما هو المعلوم - واسعة، وفقهها دقيق، وتحتاج إلى عناية
وتعلم، وتحتاج إلى إلمام، فمن حصّل ذلك فهم الكتاب والسنة وصار له لسان عربي فصيح.
قوله: «بخلاف من
اعتاد لغة ثم أراد أن ينتقل...» أي: أنه إذا اعتاد أهل الإسلام على اللغة
الأجنبية، ثم أرادوا أن يرجعوا إلى الأصل - يعني: إلى العربية - صعُب عليهم ذلك،
أما إذا نشؤوا على اللغة العربية، فإنَّ هذا يسهِّل عليهم فهم الكتاب والسنَّة،
ويسهل عليهم فهم شريعتهم.
ولا شكَّ أنَّ
اللغات تؤثر، فاللغة العربية تؤثر في فهم المسلم للكتاب والسنَّة فهمًا صحيحًا،
واللغة الأجنبية تؤثر على الثقافة والمعلومات تأثيرًا سيئًا، انظر الآن إلى ما
يسمى بالأدب الحداثي هل تفهم منه شيئًا؟ هو أدب تافه وخطاب لا معنى له فهو مثل
كلام المجانين.
قوله: «واعلم أنَّ اعتياد اللغة يؤثر في العقل...» يعني: أنَّ للغة تأثيرًا في رجاحة العقل وحسن الـخُلق، حيث إن من يتقن اللغة العربية
الصفحة 1 / 355