يكون كل واحد مختصًّا بما جُعل له، ولا يشركه
فيه غيره، فإذا نحن شاركناهم في عيدهم يوم السبت أو عيد يوم الأحد، خالفنا هذا
الحديث.
وإذا كان هذا في العيد
الأسبوعي، فكذلك في العيد الحولي، إذ لا فرق.
بل إذا كان هذا
في عيد يُعرف بالحساب العربي، فكيف بأعياد الكافرين العجميّة، التي لا تعرف إلاَّ
بالحساب الرومي القبطي، أو الفارسي أو العبري ونحو ذلك؟
وقوله صلى الله
عليه وسلم: «بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَاهُ
مِنْ بَعْدِهِمْ، فَهَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا الله»
أي: من أجل ([1]).
كما يُروى أنه
قال: «أَنَا أَفْصَحُ الْعَرَبِ، بَيْدَ أَنِّي مِنْ قُرَيْشٍ، وَاسْتُرْضِعْتُ
فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ» ([2]).
والمعنى والله
أعلم: أي: نحن الآخرون في الخلق السابقون في الحساب والدخول إلى الجنة، كما جاء في
((الصحيح)): «إِنَّ هَذِهِ الأُْمَّةَ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنَ
الأُمَمِ، وَإِنَّ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم أَوَّلُ مَنْ يُفْتَحُ لَهُ
بَابُ الْجَنَّةِ».
وذلك لأنّا أوتينا الكتاب من بعدهم، فهُدينا لما اختلفوا فيه من العيد السابق للعيدين الآخرين، وصار عملنا الصالح قبل عملهم، فلما سبقناهم إلى الهدى والعمل الصالح: جُعلنا سابقين لهم في ثواب العمل الصالح.
([1])هذا تفسير لكلمة (بيد) أنها بمعنى: من أجل.