واللغة العربية هي
أشرف اللغات على الإطلاق؛ لأن الله جعل بها القرآن، وهي لغة الرسول صلى الله عليه
وسلم، ولغة الدين الإسلامي، وقد تميّزت بالفصاحة والبلاغة والبيان، وهي حاملة
الدين الإسلامي، فلا يجوز استبدالها بلغة أعجمية، إلاَّ إذا دعت الحاجة إلى ذلك
وبقدر الحاجة، أما أن يتخذها المسلم لغة له دونما سبب إلاَّ التبجح بها والافتخار
بها، فيتكلمها معجبًا ومفتخرًا بها، فهذا خلاف الفطرة والدين والعقل، إذْ كيف
يتحوّل الـمرء من لغة شريفة هي لغة الكتاب والسنة، إلى لغة الأعاجم التي هي من
خصائصهم؟ فالحاصل: أننا ممنوعون من التشبه بهم باستخدام لغتهم، ومن الأمر الآخر
وهو الدخول عليهم في أعيادهم.
واليوم - وللأسف -
تجد أن الدّعوة إلى إفشاء لغات الأعاجم في البلاد الإسلامية على قدم وساق، ولا
سيّما الجيل الناشئ، وهذا الأمر فيه طمس للغة القرآن وإظهار للغة الأعاجم، بحجة
أنهـا لغة الحضارة والمدنية والثقافة، وفي الحقيقة أنَّ هذا تجهيل للأمة، وإبعاد
لها عن مصدر عزّتها، وهذا يحدث إما لجهلهم في دِينهم، وهذه مصيبة، وإما لضعف
إيمانهم وهذه أشد، أو لكون من يتكلمون بهذا ويدعون إليه قد خلت قلوبهم من الإيمان،
وإنما هم من أهل النفاق، فإذا سنحت لهم الفرصة صرَّحوا بنفاقهم.
والواجب علينا أن نشجع من يتعلم العربية من الأعاجم، ونركِّز عليها في مناهجنا، وننهى عن تعلُّم لغة الأعاجم، وإذا اضطررنا إلى