×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

 تعلمها بما يحصل به المقصود وتندفع به الحاجة، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت رضي الله عنه فتعلم اللغة الأعجمية ليترجم له الكتب التي ترد إليه، فليكن هذا بقدر، ولا يكون على صفة عامة وفي المناهج المدرسية، وإنما يكون له قسم مخصص لدراسة هذه اللغة بقدر الظروف، ولذلك لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس بتعلُّم لغة الفرس، أو تعلُّم لغة الروم في عهده صلى الله عليه وسلم، وإنما خصَّص لها رجلاً واحدًا، وهو زيد بن ثابت رضي الله عنه، حيث أمره أن يتعلم اللغة السريانية ولغة اليهود، لأجل أن يترجم له الكتب التي تأتي إليه، فالنبي صلى الله عليه وسلم اقتصر على الحاجة، أما أن تزاحم اللغة العربية أو تقدم عليها، وتُجعل لها الحصص الدراسية الكثيرة في المنهج، ويبخس اللغة العربية حقها، فهذا من المغالطة، ومن التجاهـل والعقوق لهذه اللغة العربية، التي هي لغة الدين والقرآن والسُّنة، وهذا التجاهل للغة العربية يجعلها تختفي وتندرس، وبالتالي لن يفهم الناس القرآن ولا السنة، وسيأتي جيل لا يمتُّ إلى العربية بصلة إن بقي الأمر كذلك بإضعاف مناهج اللغة العربية، وتقوية مناهج اللغة الأجنبية.

بل إنَّ المسلمين الأوائل كانوا يشجعون الأعاجم على أن يتعلموا اللغة العربية، حتى صار الأعاجم هم الذين رغبوا في تعلم اللغة العربية ونبغوا فيها، وصار منهم أئمة في اللغة العربية، كسيبويه الذي أصبح علمًا فيها، حيث ألّف وصنَّف، وغيره من الأئمة.

قوله: «روى البيهقي بإسناد صحيح في باب كراهة الدخول على أهل الذمّة في كنائسهم...» هذا كالحديث الذي فيه النهي عن التشبه


الشرح