إسحاق يحتمل أنه لم يكرهه.
****
قوله: «فإنَّ للفرس أيامًا وشهورًا يسمونها...» المقصود: أن
من مخالفة الكفار أيضًا أن لا تستعمل الأسماء التي يسمون بها الشهور، فالله عز وجل
قال: ﴿إِنَّ عِدَّةَ
ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرٗا فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ﴾ [التوبة: 36] ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
في حجة الوداع: «إِنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ
اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا
أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاَثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ،
وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ» ([1]) لذلك فإنَّ الشهور
تسمى بهذه الأسماء العربية، ولا تسمى بأسماء الشهور الرّومية والأعجمية في بلاد
المسلمين؛ لأن هذا من التشبه بهم في التسميات، وفي هذا تنبيه على ما استشرى في
بلادنا الآن، فإنك حينما تمشي في أي شارع أو طريق ترى اللوحات قد كتب عليها أسماء
أعجمية، كأسماء المحلات والمستشفيات، بل إنهم يجعلون الحروف العربية تقارب أشكال
الحروف الأعجمية، لا لشيء إلاَّ لعشق اللغة الأعجمية، فهذا أمر ينبغي التنبه له،
ولا يجوز أن تتحول البلاد والشوارع العربية إلى مظاهر أعجمية.
أما الكتب والرسائل التي توجه إلى الأعاجم وهم لا يفهمون الشهور العربية، فلا بأس بأن يخاطبوا بلغتهم وتكتب بالأسماء التي يفهمونهـا، لكن المشكل إذا كان هذا يُتداول بين المسلمين العرب الفصحاء، كما يحصل اليوم في المطارات، والطائرات، والمستشفيات تجد أنَّ الكتابة
([1])أخرجه: البخاري رقم (3197)، ومسلم رقم (1679).