وقد يقال: يكره
صوم يوم النَّيروز والمهرجان ونحوهما من الأيام العجميّة التي لا تعرف بحساب
العرب، بخلاف ما جاء في الحديثين من يوم السبت والأحد.
لأنه إذا قَصَدَ
صوم مثل هذه الأيام العجميّة أو الجاهليّة، كانت ذريعة إلى إقامة شعار هذه الأيام
وإحياء أمرها، وإظهار حالها، بخلاف السبت والأحد، فإنهما من حساب المسلمين، فليس
في صومهما مفسدة.
****
قوله: «قال الإمام
أبو محمد المقدسي...». الإمام الموفق ابن قدامة صاحب ((المغني» يقيس على
كراهية صوم يوم السبت كل يوم تعظِّمه الكفار، ولو كان في غير هذه الأيام، فإنه
يكره صيامه.
أي: قد يقال: إنَّ النيروز والمهرجان ليسا من حساب العرب الذي تعرفه، فيكره
صيامهما، وأما السبت والأحد فإنهما من حساب العرب الذي تعرفه، فلذلك لا يُكره
صيامهما.
قوله: «لأنه إذا قصد
صوم مثل هذه الأيام...». يعني: أنَّ من قَصد صوم يوم النَّيروز والمهرجان، ونحن
لا نعرف الحساب الذي بنيا عليه، فإنَّ هذا قد يكون فيه تعظيم للأيام التي يعظمها
الفرس والمشركون لمعنى عندهم فيهما، ونحن نشاركهم في ذلك، فيكره صيامهما ابتعادًا
عن الشبهة.
وأما السبت والأحد فإنها من حساب العرب، فلا يكره صيامهما.