فليس النهي عن خصوص أعيادهم، بل كل ما يعظّمونه من الأوقات والأمكنة
التي لا أصل لها في دِين الإسلام، وما يُحدثونه فيها من الأعمال يدخل في ذلك.
وكذلك تحريم
العيد هو وما قبله وما بعده من الأيام التي تحدث فيها أشياء لأجله.
أو ما يحدث بسبب
أعماله من أعمال حكمها حكمه.
****
أو المكان، ولا نخالفهم في الأعمال؛ لأنَّ الكل
حكمه واحد، فالعيد اسم للزمان والمكان، وما يشتملان عليه من الأعمال.
كلّ ما خصّصوه من
الأمكنة والأزمنة للعبادة أو للأعمال، الواجب أنَّ نتجنب ذلك منعًا للتشبه بهم،
فنتجنب أزمنتهم وأمكنتهم وأعمالهم فيها؛ لأنَّ الله أمرنا بمخالفتهم ونهانا عن
التشبه بهم.
يعني: يحرم علينا كذلك
مقدمات العيد وتوابعه من الأيام التي تأتي قبله أو بعده، وتكون محلًّا للاستعداد
والترتيب لهذا العيد، أو بعد انقضاء أيام عيدهم، مما يعدّونه تابعًا ومكمّلاً لهذا
العيد، فالواجب على المسلم أن يتجنب أعياد الكفار ومقدماتها وتوابعها.
يعني: كل ما يعمل الكفار
في العيد الزماني والمكاني فإنَّ له حكم العيد، فنحن نتجنّبه ولا ننقله إلى ديننا
وبلادنا، ونربّي عليه نساءنا وأولادنا؛ لأن هذا الأمر يفضي إلى محاذير عظيمة، ولا
ننقله بوسائل إعلامنا؛ لأن نقله وبثه في حكم حضوره ومشاهدته مما يكون له أثر سيئ
في نشر الباطل وترويجه.
الصفحة 2 / 355