حيث كَتب إلى عماله بأن يتفقَّهوا في السنَّة،
ويتفقَّهوا بالعربية؛ لأن لفظ الكتاب والسنَّة بالعربية، ولن يُفهما إلاَّ بها،
فمن أجاد اللغة، وتعلُّم مفرداتها ومعانيها ومشتقاتها وبلاغتها وأسلوبها نال
السَّبق فيها، وأتقن فَهْم علوم الشريعة.
فالواجب على الخواص
من أهل العلم العناية باللغة العربية، والقيام بتدريسها حتى تترسخ في المجتمع.
وقول عمر: «تَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ، فَإِنَّهَا مِنْ دِينِكُمْ...» هذا الكلام من كلام عمر رضي الله عنه الـمُلهم المحدَّث إنما قاله لأنَّ اللغة وسيلة إلى فهم الكتاب والسنة، والوسائل لها حكم الغايات، وما لا يتم الواجب إلاَّ به فهو واجب، فلما كان لا يمكن فهم الدين إلاَّ بفهم اللغة العربية، صار تعلُّم العربية واجبًا وفرضًا على المسلمين، والفرائض يُراد بها المواريث؛ لأنها تحتاج إلى عناية خاصة؛ وفهم عميق ودقيق، ولا يمكن فهمها إلاَّ باللغة العربية.
الصفحة 2 / 355
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد