×
التعليق القويم على كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم الجزء الثالث

فنذكر صوم يوم السبت أولاً: وذلك أنه روى ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بُسْر السُّلمي، عن أخته الصَّماء: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ إلاَّ فِيمَا افْتُرِضَ عَلَيْكُمْ، وَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إلاَّ لِحَاءَ عِنَبٍ، أَوْ عُودَ شَجَرَةٍ» وفي لفظ: «إِلاَّ عُودَ عِنَبٍ، أَوْ لِحَاءَ شَجَرَةٍ فَلْيَمْضَغْهُ». رواه أهل السنن الأربعة ([1])، وقال الترمذي: حديث حسن.

وقد رواه النسائي من وجوه أخر عن خالد عن عبد الله بن بسر، ورواه أيضًا عن الصماء عن عائشة.

****

  هذا فيه النهي عن صوم يوم السبت؛ لأنه عيد اليهود، وفي صومه تعظيم له؛ لأن الصوم عبادة، فإذا خصَّصته بهذا اليوم فكأنك عظمته، ولأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم شرع لأمته صيام أيام غيره، منها: صيام يوم الإثنين، ويوم الخميس، وثلاثة أيام من كل شهر، وستة أيام من شوال، وصوم شهر الله المحرم، أو صوم العاشر من محرم، وصوم يوم قبله أو يوم بعده، فإذا صام السبت فكأنه عظَّم عيد اليهود، فلأجل ذلك نُهي عن صوم يوم السبت.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (2424)، والترمذي رقم (744)، وابن ماجه رقم (1726).