في لغة حِميرٍ، يقال اسمدِي لنَا، أيْ: غَنِّي».
وقال عكرمةُ: «كانوا إذا سمعوا القرآنَ تغنَّوا، فنزلَت هذه الآيةُ«، وقال ابنُ
كثيرٍ رحمه الله: «وقولُهُ تعَالى: ﴿وَأَنتُمۡ سَٰمِدُونَ﴾ قال سُفيانُ الثَّوريُّ عن أبيهِ عنِ ابنِ عبَّاس قال:
الغِنَاءُ، هي يمانية؛ أَسمدْ لنا: غنِّ لنَا، وكذلك قالَ عكرمَةُ». انتهى.
إلى غيرِ ذلك من
الآياتِ.
الوجْهُ الثَّاني: أن نقولَ
للمؤلِّف: من هُمْ فقَهاءُ الحديثِ وعلمَاؤُه الَّذين طعنُوا في الأحاديثِ
الواردةِ في تحريمِ الغناءِ؟ سمِّهم لنا؟ هل هُم البخاريُّ، ومسلمٌ، وأحمدُ بن
حنبل، وأبو داود، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ، ويحيى بن مَعِينٍ، وأبو زُرعة، وأبو
حاتم وأمثالهم من أئمَّة الجرحِ والتَّعديل، أم هم أناسٌ غير هؤلاءِ ممَّن يُبِيحُ
الغناءَ.
الوجْهُ الثَّالثُ: أن نقولَ للمؤلِّف:
إنَّ الأحاديثَ الواردة في تَحريمِ الغناءِ ليسَت مُثخنةً بالجراحِ كما زَعمت، بل
منها ما هو في «صَحيحِ البخاريِّ» الَّذي هو أصحُّ كتابٍ بعد كتابِ اللَّهِ، ومنها
الحسنُ، ومنها الضَّعيفُ، وهي على كثرتها وتعدُّدِ مخارجِهَا حُجَّةٌ ظاهرةٌ
وبرهانٌ قاطعٌ على تحريمِ الغناءِ والملاهِي.
****
الصفحة 2 / 325
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد