مناقشة
الكاتب في بعض نقولاته
ثُمَّ نَأْتِي إِلَى نُقُولات كَاتِبِ هَذِهِ النُّبْذة عَن المَشَايخ
الَّذين سَمَّاهُم لمُنَاقشتِهِ فيهَا، فنقُولُ:
أوَّلاً:
قَالَ كَاتبُ النُّبذة:
الفصلُ الأوَّلُ: معرفةُ الميِّت بمَنْ
يُغسِّلهُ ويحملُهُ ويُكفِّنُهُ ويُدْليه فِي قبره.
ثُمَّ كَتبَ تَحْت هَذَا العُنْوان ما يَلي: يقُولُ ابنُ القيِّم فِي كتَاب
«الرُّوح»: «وقَدْ ثَبتَ فِي الصَّحيح أنَّ الميِّت يَسْتأنسُ بالمُشيِّعين
لجنازتِهِ بَعْد دَفْنه، فَرَوى مُسلمٌ فِي «صَحيحِهِ» من حَديث عَبْد الرَّحمن
بْن شماسة المهري، قَالَ: حَضَرْنَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَهُوَ فِي سِيَاق
الْمَوْتِ... إِلَى آخِرِ القصَّة ([1])، والَّتي مُلخَّصُها أَنْ يَبْقوا عند قَبْره بعد دَفْنه بمقدَار ما
تُنْحرُ جَزُور، ويُوزَّعُ لَحْمُها ليَسْتأنس بِهِم عندَ سُؤال المَلَكين لَهُ
فِي قَبْره، وقَالَ بَعْدها: فدلَّ أنَّ الميِّت يَسْتأنسُ بالحَاضِرِين عند
قَبْره، ويُسَرُّ بِهِم»، انْتهَى.
بَيانُ الخطأ فِي ذَلِكَ القَوْل:
وَنقُولُ: مَا ذكرَ فِي هَذِهِ القصَّة لَيْسَ حَديثًا عَن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، وَإنَّما هُو من كَلاَم عمرو بْن العَاص رضي الله عنه، والحُجَّة بما ثَبتَ عن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ القصَّةُ خاصَّةً بما بَعْد الدَّفْن، ولَيْست عَامَّةً فِي الحُضُور عندَ القَبْر فِي
الصفحة 1 / 325
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد